ملاحظة المحتوى: يحتوي المنشور التالي على إشارات إلى العنف والحرب.

تم كتابة هذا البيان وإصداره من قبل تحالف الحقوق الرقمية في المنطقة العربية وبالتعاون مع AccessNow.

في 27 أكتوبر/تشرين الأول، بينما كانت إسرائيل تستعد لشن غزو بري على قطاع غزة، أدى قصف عنيف غير مسبوق إلى قطع آخر خطوط الاتصال المتبقية، المحدودة والمتقطعة بالفعل، مما أدى إلى عزل سكان غزة عن بعضهم البعض، وعن المساعدات الطارئة، وعن الوصول إلى قطاع غزة عن العالم. ومع تزايد الوفيات بين المدنيين، نحث المجتمع الدولي بأكمله على الضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار فعلي ورقمي والضغط على إسرائيل لاستعادة الوصول إلى الاتصالات. كما ندعو السلطات المصرية ومقدمي خدمات الإنترنت العاملين في المنطقة إلى توسيع نطاق وصول الاتصالات بشكل عاجل إلى سكان غزة.

منذ أن فرضت إسرائيل حصارا كاملا على غزة في 9 أكتوبر/تشرين الأول، أصبحت الاتصالات السلكية واللاسلكية والوصول إلى الإنترنت محدودة للغاية، مما أدى إلى انقطاع شبه كامل للمعلومات، إلى جانب نقص المياه والغذاء والكهرباء والوقود والأدوية. ووفقا للأمم المتحدة، فإن الغارات الجوية الإسرائيلية “استهدفت العديد من منشآت الاتصالات، مما أدى إلى تدمير اثنين من الخطوط الرئيسية الثلاثة للاتصالات المتنقلة”. انقطع اتصال اثنين من مقدمي خدمات الإنترنت الإضافيين (Netstream وNewStarMAX) وسط وابل من الغارات الجوية في 27 أكتوبر/تشرين الأول، مما أدى الآن إلى إغلاق 11 من مزودي خدمة الإنترنت العاملين في غزة بشكل كامل بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية.

ونتيجة لهذا الانقطاع، لم يعد سكان غزة قادرين على الوصول إلى خدمات الطوارئ. أفاد تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن منظمة الصحة العالمية “فقدت الاتصال بموظفينا في غزة، ومع المرافق الصحية والعاملين الصحيين وبقية شركائنا الإنسانيين على الأرض”. وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، مقدم خدمات الطوارئ الرئيسي في غزة، “لقد فقدنا الاتصال تماما مع غرفة العمليات في قطاع غزة وجميع فرقنا العاملة هناك بسبب قيام السلطات الإسرائيلية بقطع كافة الاتصالات الأرضية والخلوية والإنترنت”. وتشمل المنظمات الأخرى التي أبلغت عن فقدان الاتصال بفرقها في غزة اليونيسف، وأطباء بلا حدود، والمعونة الطبية للفلسطينيين، وأكشن إيد، والإغاثة الإسلامية.

وبالإضافة إلى خدمات الطوارئ، تُركت غرف الأخبار في الظلام. وأفاد عدد من وسائل الإعلام الدولية والإقليمية، بما في ذلك صحيفة واشنطن بوست، عن فقدان الاتصال بمراسليها على الأرض. ولن يؤدي ذلك إلا إلى تفاقم الكم غير المسبوق من المعلومات الخاطئة والمضللة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإعلام التقليدية، والسماح لإسرائيل بمواصلة ارتكاب جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان مع الإفلات من العقاب. أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن 53 من موظفيها قتلوا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، في حين قُتل ما لا يقل عن 29 صحفياً كانوا يعملون في غزة.

إن تعطيل الوصول إلى الإنترنت والاستهداف المتعمد للبنية التحتية المدنية الحيوية، بما في ذلك الاتصالات، كعقاب جماعي أو انتقام، هو انتهاك لحقوق الإنسان يحظره القانون الإنساني الدولي العرفي والقانون الإنساني الدولي الذي ينظم الاحتلال العسكري. وهذا الانقطاع التام للاتصالات يترك الفلسطينيين، في غزة وخارجها، في الظلام، وغير قادرين على الوصول إلى المعلومات المنقذة للحياة أو البقاء على اتصال مع أحبائهم. كما أنه يؤدي إلى تفاقم الانتهاكات الأخرى لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، بما في ذلك الاستهداف المتعمد للمدنيين. فهو يقيد توثيق الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب، التي يحميها القانون الدولي لحقوق الإنسان. وهذا يمكّن الجناة من ارتكاب الانتهاكات مع الإفلات من العقاب ويحجب أدلة الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمواطنين العاديين، وهو أمر ضروري للتحقيقات الدولية الجارية أو المستقبلية.

ووفقاً للسوابق القضائية للمحكمة الجنائية الدولية، قد تشكل عمليات التعطيل المتعمدة واسعة النطاق واستهداف الصحفيين أسباباً معقولة للاعتقاد بأن هناك سياسة حكومية مصممة على أعلى مستوى من السلطة تهدف إلى تحقيق أهدافها بأي ثمن والتغطية على الانتهاكات التي قد ترتكبها في نهاية المطاف. القوات. وهذا من شأنه أن يصنف أي محاولة أو انتهاك خطير ملموس للقانون الإنساني أثناء الاضطرابات على أنه جريمة ضد الإنسانية، وبالتالي يخضع للولاية القضائية العالمية، مما يمنح أي دولة سلطة محاسبة مرتكبي الانتهاكات.

ونظرًا للعدد المذهل من القتلى المدنيين والأزمة الإنسانية التي تتكشف، فإننا ندعو إلى الاستعادة الفورية للاتصال بالإنترنت في غزة ووضع حد لاستهداف البنية التحتية للاتصالات المدنية.

كما ندعو مصر إلى زيادة تغطية شبكات الهاتف المحمول من جانب واحد في جنوب غزة، وتوفير خدمات الهاتف والإنترنت في حالات الطوارئ غير المقيدة لمشتركي الهاتف في غزة بالتكلفة المحلية أو بدون تكلفة، وهو أمر ممكن بموجب إطار تنظيم الاتصالات الحالي في مصر.

إننا ندعو المجتمع الدولي إلى اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لدعم الاستعادة الفورية للاتصالات والكهرباء وغيرها من الخدمات الأساسية في غزة وأي مناطق متضررة أخرى، ولضمان احترام القانون الدولي والقانون الإنساني.