أعلنت شركة آبل يوم الجمعة أنها ستوقف تقديم ميزة الحماية المتقدمة للبيانات (Advanced Data Protection) لمستخدميها في المملكة المتحدة، وذلك بعد أن طلبت الحكومة البريطانية من الشركة توفير وصول “باب خلفي” (backdoor) للبيانات التي يخزنها المستخدمون في السحابة الإلكترونية (iCloud).
وأوضحت الشركة المصنعة لهواتف آيفون أن ميزة الحماية المتقدمة للبيانات لن تكون متاحة للمستخدمين الجدد في المملكة المتحدة، كما سيتم إيقافها تدريجياً للمستخدمين الحاليين.
ميزة الحماية المتقدمة للبيانات، التي بدأت آبل في طرحها أواخر عام 2022، تتيح للمستخدمين تشفير بياناتهم من طرف إلى طرف (end-to-end encryption) عند تخزينها في السحابة، بما في ذلك الملفات، الصور، الملاحظات، وغيرها من البيانات. هذه الميزة كانت اختيارية (opt-in) وتهدف إلى تعزيز خصوصية المستخدمين وحماية بياناتهم من الاختراقات.
ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست مطلع هذا الشهر، فإن مسؤولي الأمن البريطانيين طلبوا من آبل، عبر أمر سري، توفير وصول “باب خلفي” للبيانات المشفرة بالكامل، مما يسمح لهم بالاطلاع على هذه البيانات عند الحاجة. وقد استند التقرير إلى مصادر مجهولة.
ورداً على ذلك، قالت آبل في بيان رسمي: “لم نعد قادرين على تقديم ميزة الحماية المتقدمة للبيانات في المملكة المتحدة”. وأضافت الشركة: “نشعر بخيبة أمل كبيرة لأن حماية ADP لن تكون متاحة لعملائنا في المملكة المتحدة، خاصة في ظل الارتفاع المستمر في انتهاكات البيانات والتهديدات الأخرى التي تستهدف خصوصية المستخدمين”. ولم تشر آبل بشكل مباشر إلى طلب الحكومة البريطانية في بيانها.
هذا الطلب وضع شركة آبل في موقف لا يمكن تحمله. لطالما ادعت آبل أنها لن تنشئ ثغرة خلفية، وفي الملفات المقدمة للحكومة البريطانية في عام 2023، أثارت الشركة بشكل محدد إمكانية تعطيل ميزات مثل حماية البيانات المتقدمة كبديل. قد تكون قرار آبل بتعطيل هذه الميزة لمستخدمي المملكة المتحدة هو الرد المعقول الوحيد في هذه المرحلة، لكنه يترك هؤلاء الأشخاص تحت رحمة الجهات السيئة ويحرمهم من تقنية رئيسية لحماية الخصوصية. لقد اختارت المملكة المتحدة جعل مواطنيها أقل أمانًا وأقل حرية.
هذه الخطوة تثير تساؤلات حول التوازن بين أمن البيانات وخصوصية المستخدمين من جهة، ومتطلبات الحكومات في الوصول إلى البيانات لأغراض أمنية من جهة أخرى. وتأتي في وقت تشهد فيه المملكة المتحدة وحكومات أخرى نقاشات مستمرة حول كيفية التعامل مع التشفير الكامل وحقوق الخصوصية الرقمية.
هذا التطور يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها الشركات التكنولوجية الكبرى في موازنة متطلبات الحكومات مع التزاماتها تجاه حماية خصوصية مستخدميها.
من الجدير بالذكر أن شركة آبل ليست الوحيدة التي تقدم خدمات سحابية مشفرة من طرف إلى طرف، بل هنالك العديد من الشركات التي تتيح ميزات هذه الميزة كشركة سامسونج وخدمة النسخ الاحتياطي لواتساب، وغير ذلك من العديد من تطبيقات التراسل كطبيق Signal.
نأمل أن تتخذ الحكومات اجراءات أفضل لحماية مواطنيها، دون المساس بحقوقهم وبالخصوص حقهم بالحفاظ على خصوصياتهم بشكل آمن.
Image Credits:TechCrunch